الطريق إلى أولمبياد بيكين 2008
الأولمبي المغربي - الأولمبي الرواندي: 3ـ0
ثلاثية الأمان
كيف قرأ فتحي جمال خصمه في الجولة الثانية؟
مجهول رواندا حضر على الأرض، وخسر بالثلاثية، وكاد يهتز أكثر لحسن حظه، لكن قراءة فتحي جمال وبخاصة خلال الشوط الثاني كانت جاهزة للسيطرة على خصمه رغم ركام دفاعه· الفوز بالثلاثة يعتبر إيجابيا وهاما للغاية لتحضير العودة بقراءة مختلفة لنوايا الخصم الهجومي· كيف فاز الأولمبيون؟ وهل الخصم ضعيف؟
الهجوم والإحتراس
إن كان الإطار الوطني فتحي جمال يجهل كل شيء عن خصمه الرواندي، فقد كان همه الأوحد هو ربح المواجهة الأولى بالأرض وبحصة مطمئنة تذكي له عنان الصراع الأخير برواندا في لقاء العودة بعد شهر تقريبا· طبعا كان فتحي جمال يراهن على خطه الأمامي بالدرجة الأولى ورجال الوسط البنائيين بالأساس لإحتواء العمل الهجومي والضغط على الخصم منذ البداية لمعرفة مقوماته وأدائه المجهول· وما فعله أن وضع خطة 4/3/3/ مبنية على تحصين الدفاع بالرباعي بنزوين يمينا والسباعي يسارا ورابح والبونادي في الخط الدفاعي الأوسط· وربط الوسط برجلي تزكية الإرتداد في شخص كل من هرماش والحمداني، وتقدم تبركانين كرجل وسط موزع إلى خط الهجوم الثلاثي المشكل من نبيل الزهر يسارا والبحري بمينا وبنجلون كرأس حربة· وهي شاكلة نموذجية رغم غياب كل من الشيحي كمهاجم، وكريم الأحمدي كرجل وسط هجومي أيضا، لكن هذا لم يمنع فتحي من دعم المجموعة نفسيا وتكتيكيا لإصطياد الفرص والأهداف كلما فشل الخصم في التمرير أو أجبر على الأخطاء، والإحتراس كذلك من الجانب الدفاعي لمعرفة قدرات الخط الأمامي للفريق الرواندي·
جس النبض
هنا انطلق العداد، وانطلقت معه استراتيجية فريق رواندي قادم بالدفاع أولا قبل اصطياد فرص المرتدات· وجاءت فيما لا يقل عن 20 دقيقة محمولة بالتعرف على خصوصيات الخصم الفنية والأدائية والتكتيكية، وتبين بالملموس أن وصولهم إلى المعترك المغربي غير جاهز لصرامة الشاكلة 5/4/1 المعتمدة على تكثل الدفاع والوسط· وقيمة هذه الخاصية تبدو صعبة لعنصر الإختراق، إذ بدا في أحايين مختلفة عدم إمكانية الخط الأمامي المغربي على الإنسجام بين بنجلون والزهر وحتى البحري لدرجة لم نشاهد فيها إلا فرصتين متقطعتين في الدقيقتين 6 و12 بقذائف قوية بين سوء التركيز، وحسن التسديد، وهو ما يعني أن الوصول إلى مرمى رواندا كان معاقا على مستوى النهج الذي مارسه بإيجابية نزول بنزوين كظهير أيمن لمؤازرة البحري، فيما لم يكن خط اليسار من جانب نبيل الزهر نشيطا، وهو ما قلص ضمنيا أدوات الإشتغال والبناء المزدوج بين الجهتين للوصول إلى مرمى رواندا· إضافة إلى لغة الشنق الدفاعي الرواندي بتشتيت الكرات والحراسة الفردية التي لازموا بها أولمبيو المغرب، وبطء الإيقاع من جهة ثالثة· كل هذا نومنا جميعا على نمط الإنتظار، وترقب دقيقة الهدف، الهدف الذي يحرر المغاربة من الرقابة·
رابح·· سجل بهدوء
وحين عجز الخط الأمامي عن الوصول إلى المرمى الرواندية مؤقتا، نزل العميد يوسف رابح إلى الوسط، ووصل إلى مربع العمليات قبل أن يمرر كرة عميقة إلى السباعي من اليسار، وبفنية رائعة يرفع كرته نحو رأس البحري، فإذا بالحارس يخطئ تقدير التدخل وينزلها البحري بالرأس إلى رابح، وبتلقائية يسجل نقطة الضوء الأولى، ويتنفس بعدها الأولمبيون بحثا عن الترجمة الثانية· وهو ما يؤكد بالملموس أن الهدف أتى من الجهة اليسرى التي لم تكن متحركة بالقدر اللازم وبنفس حماس الجهة اليمنى التي كانت فيها الكرة تدار بعمل بدني وتكتيكي بين بنزوين والبحري وحتى بنجلون· ومع هذا الإمتياز المغربي منذ تسجيل الهدف في الدقيقة 27، حافظ الروانديون على نفس الحذر والإستراتيجية الصارمة دون أن يدخل مرماهم هدف ثاني للخروج بأقل الخسائر·
فتحي جمال قرأ خصمه
وبنهاية الجولة الأولى، يكون فتحي جمال قد وصل ضمنيا إلى الإمتياز الأول، لكن في مقابل ربح تقريرا تمهيديا نحو الخصم، إذ قرأ لمساته وأسلوبه وأخطائه، وحتى ضعف حارسه· وما فعله أنه أعد ياجور لمهمة القنص على الزمن والسيطرة على الخصم بمهاراته الفنية العالية، ووضعه كعنصر هداف إلى جانب بنجلون في جهتي الهجوم وبدعم ثالث لنبيل الزهر· ولعل في القراءة نتاجا إيجابيا، إذ كان دخول ياجور بدل البحري دخولا حماسيا منح للشطر الأخير وجها مغربيا مخالفا عن الجولة الأولى، وبأكثرية الفرص التي هيجها رجال الوسط· وشعرنا وقتها بنجاح مهمة فتحي جمال نحو هذا التغيير وكيفية التعامل مع التسربات والبحث عن الأخطاء القريبة من منطقة العمليات، وجعل الأظهرة الدفاعية تساعد على النزول الإضطراري للمؤازرة الهجومية، وهنا قادت السيطرة المغربية إلى تقمص كل عناصر الإختراق·
بنجلون·· الثاني من ذهب
وغير بعيد عن هذا التحليل الأولي، كان السباعي قد نزل من اليسار (د53) ليمرر كرة عرضية إلى ياجور وعلى الطاير يسدد الصاروخ جانبا من القائم خلناه هدف أصلا، لكن الثابت كان لبنجلون، إذ بعد دقيقتين نزل نبيل الزهر من اليمين وباختراق رائع يمرر عرضيا إلى منطقة الجزاء، وتعاكس الكرة رجل تبيركانين وتصل إلى رجل بنجلون ليسجل بهدوء هدفه الأول والثاني للمغرب، ويرتفع الحلم مسبقا وبابتسامة عريضة لفتحي داعما عناصره بالمزيد·
ياجور·· فعلها ثالثا
وعندما أرسل ياجور إنذارا أولا لرواندا، كان هو من رفع عينه بعد دقيقتين من تسجيل هدف بنجلون نحو المرمى، بعد أن نفذ خطأ مباشرا على طريقة الكبار ويركز بتسديدته نحو المرمى مسجلا الهدف الثالث والمريح بعد مخاض دفاعي قوي لرواندا، بل وكاد يسجل الهدف الرابع في د 61من تسديدة خانته خارج الإطار·
ويمكن القول أن تعليمات فتحي جمال و متغيره أعطى أكله بالأهداف المرجوة في أقل من ثلاث دقائق، كانت كافية للوصول إلى هدفين إضافين، إن لم نقل ضاعت بعده لمسات فنية رائعة بفرص عديدة لنبيل الزهر وجها لوجه مع الحارس، وياجور أيضا (د83) من تسديدة صدها الحارس عشوائيا، وفرصة المدافع حكيم البونادي الذي أساء إليه الحظ لتسجيل الهدف الرابع·
وخلاصة القول أن ثلاثية الأولمبيين كانت كافية لتحصين معنويات لقاء العودة، وإيجابية في المنحى الآخر جراء البحث عن سبل الإنسجام الذي تغيبه اللقاءات الودية·
- كتب: محمد فؤاد -
الأولمبي المغربي ـ الأولمبي الرواندي: 3ـ0
الأربعاء 7 فبراير 2007
إقصائيات الألعاب الأولمبية ـ بكين 2008 ـ
الملعب: العبدي بالجديدة
الجمهور: حوالي 2000 متفرج
الشوط الأول: 1ـ0
التحكيم: مراد الدعمي (تونس)
الأهداف: رابح (د27) بنجلون (د56) ياجور (د58) المغرب
الإنذارات: السباعي (المغرب)
نزاكو مونديالياس ـ وابيمانا جيري (رواندا)
الأولمبي المغربي: البورقادي ـ بنزوين ـ بونادي ـ رابح ـ السباعي ـ الحمداني ـ هرماش ـ البحري (ياجور د46) ـ تبيركانين (نبيل درار د71) ـ نبيل الزهر ـ بنجلون (جوهري د87)
المدرب فتحي جمال
المنتخب الرواندي: إريك ندياي بيشي ـ جون بوسكو أواكو ـ نجيرا نشولتي ـ زايدي كوغا ـ إسماعيل نشوتينا ـ هارون نيوزيمبا ـ وابيمانا جيري (موها بامانا د66) ـ يوسف كايوهرا (أولييي مونيا د79) ـ إريك أروهاندي ـ عمر تييمانا ـ نزاكو مونديالياس
المدرب: لويس كانامويندي
قالوا بعد اللقاء
فتحي جمال (مدرب المنتخب الوطني):
>كما سبق وأن أشرت في مناسبات عديدة، فرواندا لم يعد من المنتخبات الصغيرة في القارة السمراء، بدليل أنه أقصى سيراليون في الدور التمهيدي، واليوم وكما شاهد الجميع، خلق لنا بعض المتاعب، خاصة في الجولة الأولى، لكن استطاعت العناصر الوطنية في الشوط الثاني فرض أسلوبها داخل المباراة ومضاعفة غلة الأهداف التي ستجعلنا نخوض مباراة الإياب بنوع من الإرتياح، وإن كنا لم نحسم التأهيل بعد، لذلك سنستعد بنفس الجدية والحماس للقاء العودة، الذي أتمنى أن يجري في ظروف ملائمة للممارسة حتى لا نتعدب كثيرا من أجل حجز بطاقة التأهيل للدور القادم·
إجمالا، وفي أول خروج رسمي للنخبة الوطنية الشابة هذا الموسم، فأنا جد مرتاح للعطاء الذي قدمته العناصر الوطنية في مباراة اليوم ضد رواندا، وأتمنى أن تقدم الأفضل في المباريات القادمة<·
جواد الميلاني (مساعد الناخب الوطني):
>أعتقد أن لاعبينا سقطوا مع بداية المباراة في فخ التسرع، لذلك لم يتمكن المنتخب المغربي من تسجيل سوى هدف واحد خلال الشوط الأول، لكن في فترة الإستراحة حث المدرب فتحي جمال العناصر الوطنية على مناقشة المقابلة بهدوء كبير للوصول إلى مرمى الخصم وهو ما تأتى لهم ذلك في مناسبتين، وتمكن المنتخب الأولمبي من الخروج منتصرا بنتيجة ثلاث إصابات لصفر، وكان بإمكان الحصة أن تكون أكبر لو لم ينهج المنتخب الرواندي خطة دفاعية في كثير من لحظات المباراة·
وعلى العموم، فنتيجة (3ـ0) في لقاء الذهاب مهمة جدا، لكنها ليست مطمئنة، لأنه ينتظرنا إياب شاق وصعب برواندا، وسنستعد له بما فيه الكفاية، حتى نحقق ورقة التأهيل إلى الدور الموالي<·
يوسف رابح (عميد المنتخب الوطني الأولمبي):
>أولا، أهنئ العناصر الوطنية على المجهود الكبير الذي بذلوه على امتداد دقائق المباراة وعلى الفوز الهام الذي حققوه أمام منتخب رواندا، واجهنا صعوبات كبيرة في بداية اللقاء، بسبب اعتماد الخصم على خطة دفاعية محضة وتراجعه الشبه كلي للوراء، لكن رغم ذلك إستطعنا الوصول إلى مرماه في ثلاث مناسبات، وهي حصة ستشكل قوة دفع معنوية للنخبة الوطنية، ونحن نعلم الظروف الصعبة التي تجرى فيها المباريات الدولية في إفريقيا، سوء أرضية الملاعب، الطقس، التحكيم<·
سفيان بن الزوين (الظهير الأيمن للمنتخب الأولمبي):
>دخلنا المباراة عازمين على تحقيق نتيجة الفوز وبحصة مقنعة، حتى نؤمن التأهيل بنسبة مائوية كبيرة بميداننا، وبالفعل وقعنا ثلاثة أهداف في مرمى الخصم الذي لم يكن لقمة سائغة كما كان يعتقد البعض، بل خلق لنا منتخب رواندا بعض المتاعب ويملك إمكانيات محترمة·
فأتمنى أن نكون في أحسن الأحوال خلال مباراة الإياب، وتلعب الظروف المناخية لصالحنا، حتى نتمكن من المرور إلى نظام المجموعات المؤدي إلى الألعاب الأولمبية<·
ألويس كانا موجيري (مدرب منتخب روناندا):
>على الرغم من خسارتنا بحصة ثلاث إصابات لصفر، فقد لعبنا مباراة جيدة ضد المنتخب المغربي وأحرجناه بميدانه في لحظات كثيرة، علما أنه خصم محترم في القارة الإفريقية·
أتيحت لنا أكثر من سبع فرص مواتية للتسجيل، لو استثمرنا إحداها في الجولة الأولى وأدركنا التعادل لتغير وجه المباراة، إلا أن الحظ عاكسنا، لكن أؤكد لكم أنه لاشيء حسم حتى الآن، سنعمل على تدارك الموقف في لقاء العودة في شهر مارس، خاصة وأن حظوظنا ما زالت قائمة للمرور إلى الدور القادم من الإقصائيات<·
موضوع: مغرب رواندى 
السبت فبراير 10, 2007 4:30 pm
