تختتم اليوم في العاصمة السعودية القمة العربية التاسعة عشرة بجلسة علنية بعد تبني القادة العرب بالإجماع قرارا بإعادة تفعيل مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002، وقرارات أخرى خاصة بفلسطين والعراق ولبنان وغيرها. وأكد نص القرار تمسك جميع الدول العربية بالمبادرة بكافة عناصرها والمستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادئها لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي، وإقامة السلام الشامل والعادل الذي يحقق الأمن لجميع دول المنطقة ويمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتقرر تكليف اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام بتشكيل فرق عمل لإجراء الاتصالات اللازمة مع الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء بمجلس الأمن واللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط والأطراف المعنية، من أجل استئناف عملية السلام وحشد التأييد لهذه المبادرة.
وتهدف هذه الاتصالات لبدء مفاوضات جادة على أساس المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام. وتم أيضا تكليف المجلس الوزاري للجامعة بمتابعة تقييم الوضع بالنسبة لجهود السلام الحالية ومدى فعاليتها، وإقرار الخطوات القادمة للتحرك في ضوء هذا التقييم.
كما دعا القادة العرب "حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعا إلى قبول مبادرة السلام العربية واغتنام الفرصة السانحة لاستئناف عملية المفاوضات المباشرة والجدية على المسارات كافة".
وكان ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز دعا في كلمته بالجلسة الافتتاحية أمس إلى رفع الحصار الدولي عن الفلسطينيين قائلا "أصبح من الضروري إنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق بأقرب فرصة ممكنة لكي يتاح لعملية السلام أن تتحرك في جو بعيد عن القهر والإكراه على نحو يسمح بنجاحها في تحقيق هدفها المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
ووصف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى المطالب الإسرائيلية بتعديل مبادرة السلام العربية بأنها لا تلغي المبادرة فحسب وإنما تمنع إقامة السلام في المنطقة. وحذر موسى في كلمته من أن استمرار النزاع العربي الإسرائيلي هو لب الاضطراب وأساس التوتر في المنطقة.
من جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أن مبادرة السلام العربية واحدة من دعائم عملية السلام، وتشير إلى أن العرب جادون بشأن تحقيق السلام.
الموقف الإسرائيلي
وقد أعلنت ميري إيسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، أن تل أبيب ستدرس تفاصيل المبادرة لمعرفة ما إن كانت تتضمن عناصر جديدة ثم تعلن موقفها رسميا. وجددت المتحدثة رفض إسرائيل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.
في هذه الأثناء اعتصم العشرات من أنصار حركة السلام الآن الإسرائيلية الليلة الماضية أمام منزل رئيس الوزراء إيهود أولمرت في القدس الغربية, وطالبوه بقبول المبادرة العربية كأساس لمصالحة وسلام شاملين مع العالم العربي.
وقد حمل المتظاهرون العلم الإسرائيلي إلى جانب أعلام الدول العربية، ودعا رئيس حركة السلام الآن ياريف أوبنهيمر الحكومة الإسرائيلية إلى التعامل بجدية مع المبادرة.
الواقع الراهن
وإضافة إلى القضية الفلسطينية تناول ملك السعودية في كلمته الواقع العربي الراهن، وقال إنه أبعد عن الوحدة عما كان عليه يوم إنشاء الجامعة العربية. وناشد العرب التغلب على نزاعاتهم وتوحيد صفوفهم في مواجهة المخاطر التي تهدد العرب في العراق ولبنان وفلسطين، وقال إن أول خطوة في طريق -ما سماه- الخلاص هي استعادة الثقة بين العرب.
وتناول الملك عبد الله الأوضاع في بلدان عربية عدة، وقال إنه "في العراق الحبيب تراق الدماء بين الإخوة في ظل احتلال أجنبي غير مشروع وطائفية بغيضة تهدد بحرب أهلية".
مشروعات قرارات
وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن القادة العرب أقروا في الجلسة المغلقة التي عقدت مساء أمس الأربعاء جميع مشاريع القرارات التي رفعها وزراء الخارجية. وتشمل هذه القرارات التأكيد على الدعم الكامل لاتفاق مكة المكرمة الذي تم التوصل إليه بين الفلسطينيين، والدعوة إلى مساندة الرئيس الفلسطيني وحكومة الوحدة الوطنية.
أما في الشأن اللبناني فيدعو مشروع البيان الختامي إلى توفير الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اللبنانية وتأكيد التضامن مع لبنان، ودعوة جميع الفئات والقوى اللبنانية إلى الحوار الوطني. يشار إلى أن القمة عقدت بمقاطعة الجماهيرية الليبية.