الحدث- تختتم الدورة التاسعة عشرة للقمة العربية، أعمالها في الرياض اليوم، بعد جلستين عقدتا عقب افتتاحها رسميا أمس، الأولى علنية تحدث خلالها عدد من المسؤولين والقادة العرب والأجانب، والثانية مغلقة تبنى خلالها الزعماء والمسؤولون العرب بالإجماع جميع القرارات التي أعدها لهم وزراء الخارجية.
وأفادت مصادر من الوفود المشاركة في القمة أنه لن يكون هناك جلسة مغلقة أخرى، وأن الجلسة الختامية ستعقد قبل ظهر اليوم الخميس.
ونقلت صحيفة إيلاف الالكترونية عن مصادر مطلعة من أروقة القمة العربية المنعقدة حاليًا في الرياض أن القمة ستعلن خلال جلستها الختامية عن قيام مجلس الأمن القومي العربي، على أن يتم إقتصار المجلس على بعض الدول المؤثرة، وأن يتم العمل فيما بعد على الانضمام إلى مجلس الأمن الدولي.
وكان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قد ركز خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبل بدء القمة بيوم على مشروع الأمن القومي العربي، معتبرًا أنه أمر كان لا بد أن يتم منذ زمن.
وأقرّ القادة العرب في ختام اليوم الأول مشاريع القرارات التي صاغها وزراء الخارجية العرب، وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية بـ“بنودها كافة”، فيما حفلت أروقة قاعة الاجتماعات بلقاءات جانبية، أبرزها اجتماع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤشر جديد على مضي المصالحة بين سوريا والسعودية قدماً، بعدما عقد أول من أمس اجتماعاً مغلقاً مع الملك السعودي عبد الله.وصادق القادة العرب أمس على إعادة تفعيل مبادرة السلام العربية “بعناصرها كافة” عبر اتصالات ستقوم بها فرق عمل خاصة على كل المستويات.
في غضون ذلك، أكدت مصادر سورية رفيعة المستوى، ان القمة العربية المقبلة ستعقد في سوريا، بحسب ما ينص عليه برتوكول الجامعة العربية. وكان مصدر دبلوماسي سعودي قال ان الرئيس السوري بشار الأسد طلب استضافة القمة المقبلة، مشيرا إلى أن توافقا عربيا حصل في هذا السياق،
علما ان الدول العربية اتفقت خلال قمة الخرطوم على عقد جميع القمم العربية في شرم الشيخ. وسوف يتضمن البيان الختامي أو ما يسمي بإعلان الرياض التأكيد على مبادرة السلام كاطار اساسي ووحيد للتوصل إلي حل شامل وعادل لمشكلة السلام العربي-الإسرائيلي والتأكيد على حماية الامن القومي العربي سياسيا واقتصاديا وامنيا وتفعيل مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه العالم العربي.
كما سيتطرق الإعلان إلي ضرورة الوصول إلى حل سياسي للملف النووي الإيراني، مع الأخذ في الاعتبار حتمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية وحق الدول العربية في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية هذا ما صرح به وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في إحدي مؤتمراته الصحفي لتغطية القمة.
كما يؤكد الإعلان وحدة واستقلال وسيادة العراق، والنأي به عن التدخلات الخارجية، والتوجه من أجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقية، بين الأطياف العراقية المختلفة كما يحث إعلان الرياض الفرقاء في لبنان على تغليب مصلحة لبنان العليا على كل اعتبار، وتحقيق الحل السلمي للأزمة اللبنانية.
هذا ويعقد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مؤتمرا صحفيا مشتركا في اعقاب انتهاء الجلسه الختامية لمؤتمر القمة ورفضت الولايات المتحدة وصف الملك عبد الله الوجود الأميركي في العراق بـ"الاحتلال غير المشروع".
وكان خطاب الملك عبد الله قد تضمن فيما يتعلق بالعراق قوله "في العراق الحبيب تراق الدماء بين الإخوة في ظل احتلال أجنبي غير مشروع".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون غوندرو في مؤتمر صحفي بواشنطن، إن "الولايات المتحدة موجودة في العراق بناء على طلب العراقيين وبتكليف من الأمم المتحدة، ومن الخطأ افتراض العكس".
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي أن بلاده ستغادر العراق "عندما يصبح العراقيون قادرين على ضمان أمنهم بأنفسهم".
وأضاف في مؤتمر صحفي أمس بواشنطن "ليس ثمة شك في أذهاننا، قواتنا هناك في شكل قانوني وشرعي بكل ما تعنيه هاتان الكلمتان".
وأكد كايسي أن تصريحات الملك عبد الله لن تؤثر في العلاقات الأميركية السعودية، وأعرب عن ثقته في أن الفرصة ستسنح لمناقشة الموضوع مع المسؤولين السعوديين.