كرة القدم التي تستطيع ان تلعب بالمشاعر في لحظات، فتقلب الأفراح أحزانا،فهي ساحرة إلى درجة الجنون مجنونة إلى درجة السحر، لها باع طويل في هدم أحلام وبناء أوهام وصياغة تاريخ زائف وكتابة قصص خرافية وخيالية.
فريق الرجاء واحد من هذه الفرق التي وقعت في ايدي هذه الساحرة المجنونة التي لا تفرّق بين الكبير والصغير.
الرجاءالذي كان بالأمس القريب مسرحا لأفراح وبطولات وصولات وجولات، تحول اليوم إلى فريق وجد نفسه في مواجهة طلاسيم وتعويذات الساحرة المستديرة وفي دوّامة من النتائج السلبية صعُب عليه الخروج منها.
موسم الرجاء هذا ليس ككل المواسم، فبعد الفوز بلقب دوري ابطال العرب في نسخته الآخيرة 2006 تحول الرجاء إلى فريق يحصد النتائج السلبية لا غير، كانت بداية هذه النتائج السلبية الاقصاء من كأس الاتحاد الإفريقي أمام الترجي الرياضي التونسي، ثم الإقصاء من دوري أبطال العرب على يد الأهلي السعودي، ليخرج الرجاء هذا الموسم خالي الوفاض افريقيا وعربيا بعدما تعودنا عليه لعب أدوار طلائعية في هذه المنافسات، بل أكثر من هذا فالرجاء يحتل مرتبة لا يحسد عليها في ترتيب البطولة المغربية بعدما استعصى عليه تحقيق فوز في البطولة، فآخر فوز حققه الرجاء في البطولة المغربية مر عليه أكثر من أربعة أشهر، فوز أصبح يطارده الفريق وكأنه نحس كما صرّح به رضوان حجري المدرب السابق للفريق ممّا يزيد من مأساته،أمل الرجاء الوحيد المتبقي هو كأس العرش لقب يطمح الفريق الفوز به على الأقل حتى لا يكون موسمه هذا موسم أبيض.
أسباب كثيرة أدت إلى تراجع مستوى الرجاء هذا الموسم منها نزيف اهم لاعبي الفريق حيث غادره كل من ،أمين الرباطي،مروان زمامة، ايدغار لوي، مصطفى الشاذلي، مصطفى بيضوضان، عادل بكاري، عبد الواحد عبد الصمد ، موسى سليمان، عبدالكريم فوفانا..عناصر تكفي بتجربتها وطراوتها إزالة الغم الذي يعيشه،كذلك كان أهم هذه الأسباب بروز صراعات داخل المكتب المسير مما أدى إلى استقالة رئيس الفريق عبد الحميد الصويري وبعض أعضاء هذا المكتب وأسباب أخرى كغياب انضباط اللاعبين فظل كثير من اللاعبين الأساسيين بالخصوص عرضة للمجالس التأديبية،دون نسيان مشكل غياب ملعب قار للفريق فمنذ غلق ملعب محمد الخامس نهاية الموسم الماضي ظل فريق الرجاء يتنقّل من مدينة لأخرى لعّله يجد ملعب يلعب فيه بعض مباراياته..
كل هذه الأسباب جعلت من الساحرة المستديرة تلعب بقيمة وعراقة فريق الرجاء، فمن منا لا يرى إنقلاب أحوالها وتبدل ألوانها وكأنها حية رقطاء تبدل جلدها مع تبدل الطقس تخلع السواد لتضع اللون الأصفر وترتدي الأحمر لتسحر وتعيد اللون الأسود تارة أخرى لتقتل أحلام وطموحات وتنهي فرسان الأمس لتعطي فرسان اليوم، إلى حين استفاقة النسور والعودة إلى سابق عهدهم ومجدهم